منقول عن سيدتي
للأسف تطالعنا مقاطع الفيديو على «اليوتيوب» بمشاهد يقوم بعض الآباء والأمهات بتصويرها لأطفالهم، وهم يقومون بمواقف مضحكة، أو يمارسون عادات تخص الكبار، وذلك على سبيل الضحك والمزاح، وأحياناً استجابة لمسابقات تنظمها بعض شركات الدعاية والإعلان، والنتيجة أن هؤلاء الأطفال يصبحون ضحايا لتلك العادات والسلوكيات مدى الحياة.
فعلى سبيل المثال، فقد انتشر فيديو قصير لطفل يدخن «الأرجيلة» أسوة بوالده، ويجلس جلسة الكبار، ويسعل مثل الكبار، وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، والفيديو هذا جدير بنا أن نقف أمامه طويلاً، ونتساءل عن حجم الجريمة التي نرتكبها في حق صغارنا.....
الاختصاصي الاجتماعي، محمد عفيف تحدث عن خطر هذه السلوكيات التي تندرج تحت بند المزاح والدلال، حيث صادف أثناء عمله معاناة أمهات يحاولن أن يقلع صغارهن عن عادات سيئة مثل الشتم بألفاظ بذيئة، أو سكب الطعام على الأرض والملابس، وحتى التدخين وضرب الكبار، وقد عدد الأستاذ عفيف بعض هذه السلوكيات، وأسبابها وكيفية علاجها كالتالي:
هناك أمهات بمجرد أن يتعلم الطفل الكلام تعلمه أن يشتم والده وأخوته، وقد مرت عليّ حالة أم علمت طفلها كلمة واحدة وهي كلمة «كلبة»، وكانت تسعد جداً عندما يردد خلفها: «كبة، كبة»، وتحتضنه وتضحك، حتى كبر وأصبحت هذه الكلمة متلازمة وتيمة في فمه، لدرجة أنه لا يرد التحية بل يقول كلمة «كبة» لأي فرد يقابله لأول مرة.
الأم والأب هما القدوة سواء في القول أو الفعل، ويجب أن نكون حريصين على أن ننقل لصغارنا كل ما هو طيب وسليم وصحيح؛ لأن عقولهم في فترة الطفولة المبكرة مثل صخرة ملساء يمكن أن ينقش عليها أي خدش، ومن الصعب إزالته.
التوقف عن متابعة ما يعرف بـ«الكاميرا الخفية» أمام الصغار؛ لأن ذلك يعودهم التهاون في احترام الآخرين وتقليدهم.
مثل تلك البرامج ومقاطع الفيديو الفكاهية على اليوتيوب تسبب إصابات وحوادث للأطفال؛ بسبب الكبار مثل الطفل الذي يرسم بالطلاء على جدران المنزل، فهناك أطفال شربوا من الطلاء وتسمموا، فيجب عدم المجازفة بدعوى المزاح والفوز بمسابقة أطرف لقطة لطفل.
في حال ممارسة الأب أو الأم التدخين فيجب أن يكون بعيداً عن ناظري الطفل؛ لأنه يعتقد أنه عادة حسنة، ويجب أن يخفي الأبوان السجائر والشيشة بعيداً عن يده؛ لأنه قد يعمد إلى تقليدهما في غيابه.
بعض الأمهات يسعدن حين تقلدهن بناتهن في الماكياج ووضع الشعر المستعار، وهن لا زلن في سن الحضانة، ويلتقطن لهن صوراً، ويقمن بنشرها على «الفيس بوك» مثلاً، وهن لا يعرفن أنهن يقتلن براءتهن؛ لأن كل مرحلة عمرية لها ما ينسابها من ملابس وماكياج.
لوحظ زيادة في عدد المدخنين الصغار؛ بسبب تصوير الآباء لهم، وهم يدخنون ونشر صورهم في كل مكان فرحين، وهؤلاء الأطفال عانوا من أمراض خطيرة في سن مبكرة بسبب ما قدمه لهم آباؤهم.
بينت الدراسات الصادرة عن منظمة «اليونسيف» أن التصرفات السلوكية الخاطئة التي يقوم بها الصغار مثل الكذب والسرقة هي نتيجة المزح والدلال في الصغر مثل سعادة الأم حين يشتمها ابنها، وسعادة الأب حين يخفي ابنه مفاتيح سيارته لساعات، ويفشل في العثور عليها.
تعليقات
إرسال تعليق