وجهت منظمة الصحة العالمية نداءً لتحسين إتاحة الدم المأمون لإنقاذ حياة الأمهات، بمناسبة اليوم العالمي للمتبرعين بالدم، وينصب تركيز حملتها لهذا العام على زيادة الوعي بالأسباب التي تجعل الإتاحة المناسبة التوقيت للدم المأمون ومنتجات الدم المأمونة أمراً ضرورياً بالنسبة إلى البلدان كافة، وذلك في إطار نهج شامل لتفادي وفيات الأمهات. وجاء في بيان المنظمة أن 800 امرأة تموت يومياً من جراء مضاعفات ناجمة عن الحمل والولادة. ويعدّ النزيف الشديد أثناء الحمل والولادة أوبعدهما السبب الأكبر والأوحد الذي يقف وراء وفيات الأمهات، وبمقدوره أن يقضي على أي امرأة صحيحة الجسم في غضون ساعتين اثنتين إن لم تحظ بالرعاية اللازمة، ولم تحصل على إمدادات دم مأمونة. سعي لنشر ثقافة التبرع الطوعي ويتمثل أكثر المصادر أماناً للحصول على الدم في المتبرعين بانتظام
طواعية دون مقابل، ممّن تخضع الدماء التي يتبرعون بها للفحص. وتعاني اليوم بلدان كثيرة منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل من نقص حاد في إمدادات الدم. وتسجل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أدنى معدلات التبرع بالدم، والتي توجد فيها أعلى معدلات وفيات الأمهات في العالم بواقع 510 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية. وحسبما جاء في آخر مسح أجرته المنظمة عن مأمونية الدم وتوافره فإن هناك 40 بلداً أفريقياً يجمع الدم سنوياً بواقع يقل عن 10 عمليات تبرع بالدم لكل ألف نسمة، منها 25 بلداً يجمع أقل من نصف كمية الدم التي تلزمه لتلبية احتياجاته من عمليات نقل الدم. أما البلدان المرتفعة الدخل فإنها تجمع ما يلزمها من نحو 35 عملية تبرع لكل ألف نسمة سنوياً. ويتعرض في بلدان كثيرة أفراد الأسرة الواحدة في أغلب الأحيان لضغوط تجبرهم على التبرع بالدم أو العثور على متبرع بديل في حالات الطوارئ، ما يتسبب في حدوث ضغط نفسي ومالي وتأخيرات كبيرة في الحصول على الدم اللازم، ويعرض أيضاً النساء لخطر الإصابة بحالات العدوى المنقولة بالدم، لأنه لا يُتاح في أحيان كثيرة لا الوقت ولا المرفق الطبي لفحص الدم المتبرع به كما ينبغي. دم مأمون لإنقاذ الأمهات ويقول الدكتور إدوارد كيلي، مدير إدارة تقديم الخدمات والسلامة في المنظمة، إن "عملية نقل الدم بمأمونية واحدة من التدخلات الأساسية لإنقاذ أرواح الأمهات وينبغي أن تُتاح في جميع المرافق التي تقدم خدمات الرعاية التوليدية في حالات الطوارئ، على أن تحقيق المساواة في إتاحة الدم المأمون لأغراض تقديم خدمات الرعاية التوليدية لايزال يشكل تحدياً كبيراً في عام 2014 ويسهم في ارتفاع معدل وفيات الأمهات في عدة بلدان". ويوجد حالياً 73 بلداً تجمع نسبة تزيد على 90بالمائة من إمدادات الدم التي تلزمها من متبرعين طواعية دون مقابل، 38 بلداً منها مرتفعة الدخل و26 أخرى متوسطة الدخل و9 بلدان منخفضة الدخل. وتُجمع سنوياً دماء من 108 ملايين عملية تبرع بالدم في جميع أنحاء العالم، ونصفها يُجمع في بلدان مرتفعة الدخل لا تأوي سوى نسبة 15بالمائة من سكان العالم. أما في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل فإن هناك حاجة إلى كميات كبيرة من إمدادات الدم اللازمة لتدبير مضاعفات الحمل والولادة علاجياً، وكذلك لعلاج فقر الدم الحاد في مرحلة الطفولة. ويشيع كثيراً في البلدان المرتفعة الدخل اللجوء إلى عمليات نقل الدم في حالات إجراء جراحات القلب وزرع الأعضاء وعلاج السرطان. وتدفع المنظمة بالقول إن توفير الإمدادات المأمونة والكافية من الدم ومنتجاته ينبغي أن يشكل جزءاً لا يتجزأ من الجهود التي يبذلها كل بلد من أجل تحسين صحة الأمهات. وتقدم المنظمة الإرشادات السياسية والمساعدة التقنية اللازمة لدعم البلدان في إقامة نظم وطنية معنية بجمع الدم على أساس التبرع به طواعية وبدون مقابل، وفي تنفيذ نظم معنية بالجودة تكفل إتاحة المأمون والعالي الجودة من إمدادات الدم ومنتجاته واستخدامه كما ينبغي لتزويد جميع من يحتاجون إليه به.
تعليقات
إرسال تعليق